كل نموذج عمل مبني على توقعات. كل ما تكتبه على تخطيط نموذج عمل هو مجرد توقعات. لذلك من الأجدر لك ولمواردك أن تتأكد من أهم وأكبر ما قد ينهي نموذج عمل مشروعك - وبالتالي مشروعك الآن بدلاً عندما تبدأ تضخ الموارد في المشروع.
أهم توقع يجب عليك التأكد منه في البداية هو التوقع ما بين شريحة العملاء - القيمة المقدمة. هل أنت وجدت شريحة العملاء المناسبة؟ هل وجدت شريحة العملاء ما تحاول أن تقدم لهم مناسب ومستعدين للدفع له؟ هذه أسئلة مخيفة ولكن يجب مواجهتها في البداية.
لذلك يجب عليك نقل هذا التوقع من قائمة التوقعات إلى قائمة الإختبار. من خلال ميزة التوقعات الموجودة من ضمن قائمة ادوات التخطيط في صفحة تخطيط نموذج العمل.
فهم شريحة العملاء (سوقك المستهدف)
جوهر التأكد من توقعات نموذج عمل مشروعك هي في الحقيقة عبارة عن فهم شريحة العملاء (سوقك المستهدف). فهم حقيقة شريحة العملاء تتضمن ثلاثة استراتيجيات من الممكن أن تقوم بها ويفضل أن تقوم بها جميعاً لإعطائك نظرة أشمل.
- أن تقوم بالعمل الذي تحاول أن تساعد فيه شريحة العملاء. هذا التعايش ومحاولة فهم حقيقة التجربة مهم. ولهذا السبب تجد الكثير ينصح بأن تحاول أن تحل وتقدم قيمة لشيء تعاني منه أو لك خبرة فيه. هذا مهم لأنه يساعدك في تكوين تعاطف مع مشكلة شريحة العملاء المستهدفة.
- تشاهد وتتابع سلوك شريحة العملاء وهم في حالة القيام بالعمل الذي تحاول أن تساعدهم. هذا سيساعدك لاحقاً عندما تتحدث معهم لفهم لماذا يقومون بما يقومون به من سلوك.
- الحديث مع شريحة العملاء. تعلم كيف تتقن هذه المهارة المهمة بتحميل هذا الدليل المجاني.
فقط عندما تفهم شريحة العملاء تستطيع تقديم قيمة مناسبة لهم. وتدريجياً تصميم نموذج عمل ناجح ومستديم.
هذا يعني أن نموذج العمل المصمم سيتغير كثيراً من النسخة الأولى ولهذا السبب اضفنا ميزة "اخذ صورة للتخطيط" هذه ستساعدك في أن تحفظ النسخة الحالية قبل عمل أي تغيير عليها. هذا يجعله من السهل عليك العودة لأي نسخة حفظتها وإستعادتها.
من الأمور المهمة التي يجب الإنتباه لها أن الجمهور (شريحة العملاء المستهدفة) يواجه قوتين تعمل في تضاد وتشكل وتصقل ميول الجمهور للقيمة. القوة الأولى ولنسميها قوى التحفيز. تشجع الجمهور على قبول القيمة. بينما القوة الأخرى ولنسميها قوى التثبيط. تضعف وتعيق الجمهور على قبول القيمة.
الجمهور لا يختار قيمة من فراغ. بل هي نتيجة لأحداث من صنع هذه القوى والتي إما تحفز أو تثبط الجمهور على الإقدام لتجربة القيمة.
قوى التحفيز.
- ظروف تدفع الجمهور على التغيير. لأن الجمهور محال أن يُغير مالم تدفعه الظروف. بأن يكون الوضع الراهن غير مقبول. هذه الظروف قد تكون خارجية أو داخلية. عندما تكون خارج سيطرتهم الشخصية فهي ظروف خارجية؛ العمل الذي تقوم به سوف تقوم به الآلات. بينما داخلية هي تحت سيطرتك؛ سئمت من الوضع الحالي، يجب أن اتغير.
- الانجذاب نحو حياة أفضل. الجمهور يتصور ويطمح لنسخة مستقبلية لأنفسهم في وضع أفضل. هذا الانجذاب نحو رؤية أفضل من الواقع الحالي. هذا يحفز الجمهور للسعي على التغيير. وهنا يأتي البحث عن القيمة التي تحقق ذلك. تذكر بأن القيمة ليست إلا وسيط، أداة، وسيلة لمساعدة الجمهور لبلوغ غايتهم.
قوى التثبيط.
القلق.
- القلق المرتبط بالاختيار. يظهر في البداية خصوصاً إذا الجمهور غريب على القيمة ولم يجربها من قبل. تظهر على صيغة تساؤلات مشككة، هل القيمة حقاً ستساعدني في انجاز العمل؟ كيف ستساعدني القيمة في تحقيق ما اريد؟
- القلق المرتبط بجوانب استخدام القيمة. لاحقاً، تختفي التساؤلات المشككة (القلق المرتبط بالاختيار) في قدرة القيمة على المساعدة لإنجاز العمل إلى قلق مرتبط بجوانب أخرى من استخدام القيمة. هل سأحصل على نفس جودة خدمة العملاء في كل مرة اشتري؟ هذا النوع من القلق يقلل من قابلية الجمهور لتكرار تجربة الاستخدام.
المقاومة.
- التحويل. عندما يكون تكلفة (التكلفة من الممكن أن تكون بالمال، الوقت أو الجهد) التحويل عالية من قيمة إلى أخرى الجمهور لن يجهد نفسه بالتغيير حتى وإن رغب بالتغيير.
- العادات. هل هناك عادات أو روتين محدد يقوم به الجمهور يقلل من قدرتهم على قبول القيمة المطروحة لهم؟ إذا كانت القيمة في مواجهة مع عادة ثابتة في حياة الجمهور هذا يقلل من فرص نجاحها. لأنك لا تحاول تقديم قيمة جديدة فحسب بل تطلب منهم تغيير روتينهم.
دراسة الجمهور في سياق قوى التحفيز والتثبيط مهم في تقديم القيمة. عندما تشاهد رياديين يقدمون عينات مجانية لمنتجاتهم، فترة تجريبية مجانية من دون أي قيود، دعم مجاني، مساعدة في تحويل من مقدم خدمة إلى خدمتهم، التثقيف والتدريب. هذه جميعها ليست سوى تكتيكات يتبعها هؤلاء الرياديين من اجل تقليل تأثير قوى التثبيط.
بإمكانك بعد تقديم القيمة المجانية للجمهور طلب الإذن بفتح قنوات التواصل معهم لمساعدتهم في تحقيق الفائدة القصوى من القيمة. من خلال هذه الاستراتيجية البسيطة. أنت الآن كسبت انتباه الجمهور. ومُنحت الفرصة من قبل الجمهور للتواصل. هذا بكل تأكيد سيساعد جهودك في ترسيخ أهمية القيمة للجمهور.
بناء علاقة والتواصل مع شريحة العملاء
أستفد من مرحلة فهم شريحة العملاء بتأسيس مكان (موقع، منتدى، حساب اجتماعي،..) لجذب من هو مهتم لك. هذا مهم، لأنه يقلل جهد جذب شريحة العملاء لاحقاً. ويقلل الجهد في التواصل مع من هو مهتم للحديث والتعلم منهم.
حتى وإن لم يكن لديك ما تقدم الآن، اضف قيمة لحياتهم فيما تريد مساعدتهم به. تريد أن تفتح كوفي شوب لمحبي القراءة ولكن ليس لديك المال الكافي لتبدأ الآن. من الممكن أن تفتح حساب اجتماعي وتقدم نصائح عن متاجر القهوة التي تتميز بالهدوء، نصائح حول الكتب وهكذا. هذا ايضاً، يدخل في نطاق فهم شريحة العملاء.
تريد أن تفتح صالة رياضية متخصصة برياضات الدفاع عن النفس، لا تملك المال الكافي. من الممكن أن تقدم دروس فيديو قصيرة عن حركات الدفاع عن النفس على يوتوب وتنشرها على حسابات اجتماعية اخرى. هذه مجرد أمثلة لما يمكنك أن تقوم به الآن ومجاناً لفهم شريحة العملاء، بناء علاقة معهم ومن الممكن أيضاً، فتح باب لك من أجل تحقيق الحلم لحقيقة. لأنه من الممكن أن يتقدم لك أحد بالمشاركة والتعاون معك. ولماذا لا؟ أنت لديك نموذج عمل وجمهور جاهزين!
القدرة على بناء وتقديم القيمة
بعد فهم شريحة العملاء وتأسيس علاقة معهم وفهم ماذا يريدون. يأتي دور تصميم وتقديم القيمة. هل أنت قادر على فعل ذلك؟ هل تحتاج إلى شركاء؟ هل تحتاج لمن لديهم خبرة في مجال محدد أن تفتقر الخبرة فيه.
ربما تكتشف بأن العملاء يريدون الشراء من متجر تقليدي بدلاً من متجر إلكتروني. هل أنت قادر على ذلك؟ وإذا لا ما الذي يمكنك فعله؟
تذكر أنت ليس لديك فقط فكرة. بل لديك نموذج عمل وجمهور يريد منك قيمة وعدتهم بها. هذا من شأنه أن يساعدك في جذب الآخرين والشركاء لك.
تعليقات
لا توجد تعليقات
المقال مغلق أمام التعليقات.